السقيفة وفدك |
ص 5 بسم الله الرحمن الرحيمص 7 وجميع ما نورده في هذا الفصل من كتاب أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري، في السقيفة وفدك، وأبو بكر الجوهري هذا عالم محدث، كثير الأدب، ثقة ورع، أثنى عليه المحدثون، ورووا عنه مصنفاته ابن أبي الحديد 16 - 210 ص 9 المقدمةعلى أثر الظروف القاسية العاتية والحوادث السياسية الدامية المبيدة... والخلافات المتتالية الهادفة والطالبة للسيطرة والغلبة... التي اجتازت الوطن العربي، وانتابت العواصم الإسلامية. وفرضت حكومتها التوسعية على الأمم والشعوب الإسلامية، فأدبتها وشردتها وجعلتها طراق قددا، وفرقتها وأودعتها متوزعة متفرقة كقصصات الورق... ضاع التراث الفكري... وانهارت صروح ومعالم الحضارة ودعائمها الثقافية، بصورة جعل التاريخ تلك الشخصية الإسلامية الزاخرة بالحيوية، واليقظة الروحية التي غزت العالم من أقصاه إلى أقصاه بالنشاطات الفكرية، والمعالم الثقافية، تعود إلى الوراء وتفقد خصائصها، وامتيازاتها بشكل عام، ويكتنفها الجهل والغموض والنسيان. أجل أن الحوادث الدامية التي انتابت الوطن الإسلامي... تركت في التراث الفكري، رواسب قاتمة ورضوض جذرية من التقهقر والانحطاط، وكذلك في الحضارة الإسلامية... لأنها لم تدع للمسلمين في أكثر الأحايين فرصة التمتع بشيء يسير من الاستقرار والهدوء والراحة والسلامة والتفرغ للتراث العلمي لقد توالت على التراث العربي، والمكتبة العربية، نكبات وويلات ص 10 بسبب المنازعات العقائدية، والأطماع التوسعية التي كانت تنتهي دائما إلى إحراق وإتلاف الكثير من الكتب النفيسة، وبسبب الغزاة الفاتحين الذين احتلوا البلاد الإسلامية، وسلبوا ديارها وخربوا معالمها ومآثرها، وكانت خزائن الكتب، ودور النفائس الفكرية، من جملة ما خربوا ودمروا، لذلك فإننا في الوقت الحاضر لا نملك إلا الحزن والأسى حينما نتصفح التاريخ ونقرأ ما جرى على الخزائن والمكتبات من إحراق وإغراق وإتلاف وتدمير، فقد أقام الفاتحون من الكتب جسرا على نهر دجلة، ورموا الكثير منها في مواقد المطابخ والإتلاف والحمامات. والذي نراه اليوم بأيدينا من التراث، ومن كتب الأقدمين لم يكن غير النزر اليسير من التراث الضخم الفخم الذي تركه السلف لنا، وإننا لنقرأ أسماء الكثيرين من العلماء، والأدباء، والرواة، والمحدثين، ولا يوجد بين أيدينا شيء من آثارهم، كما أننا نقرأ أسماء لكثير من المؤلفات والمصنفات ولا أثر لها في دور الكتب العامة والخاصة. هذا وبعد هذه المرحلة الأليمة... يأتي دور الغزو الغربي للشرق فحين بدأ الاستعمار الغربي، يغزو الشرق بحيله ومواعيده الخلابة الفارغة، اندفعت شرذمة من أذنابه وعيونه لنهب التراث الفكري، واستعمار الجانب الثقافي، بعد أن تهافت الغرب على نقل العلوم التي اشتغل العرب بها منذ أبان نهضتهم العلمية، فكان تراثنا العلمي مبعثرا في الآفاق، وموزعا في الأقطار فمنه جانب في مكاتب الأستانة، وجانب في الاسكوريال، وقسم كبير في مكتبات أوروبا ومتاحفها، وقد انقضت السنون وتلتها أخواتها، وما زلنا حتى الساعة هذه نمشي على انتظار ما تجود به علينا أيدي المستشرقين من هذا التراث الحي الذي فيه النتاج العلمي، والنتاج الأدبي، والنتاج الروحي. لقد أخذ تراثنا الفكري طريقه إلى الغرب، وشق ركبه إليه منذ سنين وقرون متمادية، على يد نفر زين له، حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب. (هامش) (1) سورة آل عمران: 14. (*) ص 11 زين لهم وأغروهم بالأموال، فجمعوا التراث الفكري وشروه ببخس دراهم معدودة، وأودعوه في الصناديق وحملوه إلى الغرب بشتى الطرق والوسائل، وهذا كان ديدنهم مدى حياتهم، يبردون إليه النفائس وينقلون إليه المخطوطات إلى يومنا هذا. هنا يكشف التاريخ القناع عن وجه واحد من هؤلاء السماسرة، ويعرف بتاج الدين أبي اليمن زيد بن الحسن بن الحسن بن زيد بن الحسن بن سعيد الكندي البغدادي الدمشقي المصري المتوفى 613 ه، قال ابن خلكان عند ترجمته له: أوحد عصره في فنون الآداب وعلو السماع، وشهرته تغني عن الأطناب في وصفه، سافر عن بغداد في شبابه، واستوطن حلب مدة، كان يبتاع الخليق، ويسافر به إلى بلاد الروم ويعود إليها، ثم انتقل إلى دمشق وصحب الأمير عز الدين فروخ شاه بن شاهان شاه، وهو ابن أخي السلطان صلاح الدين، واختص به وتقدم عنده وسافر في صحبته إلى الديار المصرية واقتنى من كتب خزائنها كل نفيس وعاد إلى دمشق واستوطنها وقصده الناس وأخذوا عنه. والله أعلم كم كان لدة؟ أمثال تاج الدين هذا... وكم حملوا إلى الروم من التراث... ويمكن القول أن العراق... وسورية... كانا أول البلاد التي فقدت ثروتها الفكرية... لهذا لا تخلو مكتبة كبرى في الغرب من مجموعة كبيرة تتناول البحث عن تاريخ العرب والإسلام، وما يتصل بها من آثار وحضارة وأديان ولغات وسياسة وغير ذلك، كما أولوا البحوث الإسلامية عناية خاصة، وحرصوا أشد الحرص على اكتناز ما يصدر من المطبوعات في أغلب العواصم العربية والإسلامية، أما ما ينشره المستشرقون من كتب عربية قديمة في الغرب، فإنهم يتسابقون إلى إحرازه واختزانه والانتفاع به. ففي سنة 1943 م، أحرزت جامعة - برنستن - مجموعة كبيرة من المخطوطات العربية يقدر عددها بستة آلاف (6) مخطوط اقتنتها من (هامش) (1) وفيات الأعيان 2: 34 نسمة السحر 1: 242 (خ). (*) ص 12 الأستاذ يهودا البغدادي صفقة واحدة بمبلغ (72 ألف دولار)، ويهودا المذكور بغدادي الأصل، طاف في بلدان الشرق الأدنى، سيما في مصر وجمع منها هذه الآلاف من المخطوطات ونقلها إلى أميركا، حيث استقر بها المقام في مكتبة جامعة برنستن. ومهما يكن من أمر فالتراث الفكري العربي منذ القرن السابع الهجري، كان موضع نهب ورق وتدمير وإبادة وتمزيق نفر من أذناب الغرب وشياطينه. * * * أجل إننا نقرأ أسماء الآلاف من العلماء، والرواة، والأدباء، ولا نجد بين أيدينا شيئا من آثارهم، كما أننا نطالع أسماء لكثير من التصانيف والموسوعات، ولا أثر لها في خزائن الكتب، ومهم على سبيل المثال، أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري البصري البغدادي، فقد كان كثير العلم والرواية والأدب. وصاحب مدرسة ومكتبة وحوزة في البصرة وبغداد... يجتمع إليه الأدباء والمحدثون وينقلوا ويسجلوا ما يمليه عليهم، أو يستمع إلى قراءة كتبه ومؤلفاته سنين طويلة... ولابد لعالم كهذا تصانيف وكتب ورسائل جمة... غير أن لم يحفظ التاريخ لنا منه كتاب ولا رسالة ولا ورقة... مع العلم كما سنوقفك عليه من أن مؤلفاته كانت متداولة وموجودة إلى القرن السابع الهجري، وموضع عناية المحققين، والمصنفين، بحيث اتخذوها من المراجع الهامة، وحسبوها من المصادر الإسلامية أو الأدبية الحية. قال عز الدين ابن أبي الحديد عنه: وأبو بكر الجوهري هذا عالم محدث، كثير الأدب، ثقة، ورع، أثنى عليه المحدثون، ورووا عنه مصنفاته. إن هذه الجملة على اختصارها، إن دلت على شيء فإنما تدل على وجود مصنفات لأبي بكر الجوهري... في شتى المواضيع ومختلف (هامش) (1) جولة في دور الكتب الأميركية: 46. (2) شرح نهج البلاغة 16: 21. (*) ص 13 البحوث... غير أن التاريخ لم يحتفظ لنا بشيء منها، حتى أن بعضا من المحققين والمتتبعين رغم البحث والتتبع في كافة مظان خزائن المخطوطات العربية أعلن أن كثيرا من الكتب التي أصبحت من عداد التراث العربي المفقود، لا تزال عناوينها ومقتبسات منها محفوظة في سائر المؤلفات، منها مثلا كتاب السقيفة لأحمد بن عبد العزيز الجوهري. وإذا ما تصفحنا بعض المعاجم والمراجع الأدبية والتاريخية، لوجدناها زاخرة بروايات وأحاديث تحدث بها أبو بكر الجوهري، أو أملاها على المؤلفين، ومنها مؤلفات أبي الفرج علي بن الحسين الأصفهاني، وأبي عبيدة محمد بن عمران المرزباني، وأبي أحمد الحسن بن عبد الله العسكري الخراساني، وأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، وعز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد المعتزلي وغيرهم. ولما كانت أحاديث وروايات الجوهري، مبثوثة في طيات الكتب والمعاجم وتعتبر بحق نصوصا تاريخية وأدبية، أخذت على نفسي جمعها ولمها من ثنايا الكتب وجعلها في كتب خاصة مستقلة باسمه، مع ذكر المراجع التي نقلت وأخذت منها فكانت مؤلفاته كما يلي: مؤلفات الجوهري: تقع تصانيف الجوهري وتنقسم على جوانب شتى، وبحوث مختلفة من التاريخ، والأدب، والحديث، والتفسير، وكانت على النحو التالي: أ - أخبار الشعراء: جمعت فيه ما رواه أبو الفرج الأصفهاني عن أبي بكر الجوهري، من أحاديث وأخبار الشعراء في كتابيه (الأغاني) و(مقاتل الطالبيين). ب - السقيفة وفدك: ويحتوي على جميع النصوص التي ذكرها ابن أبي الحديد، في كتابه (هامش) (1) الغارات 1: عو - المقدمة - ط ايران سنة 1395 ه تحقيق وتقديم المرحوم العلامة مير جلال الدين الحسيني الأرموي المحدث. ويقع في مجلدين 372 + 749. (*) ص 14 (شرح نهج البلاغة) عن كتاب السقيفة لأبي الجوهري، حسب ما كانت في خزانة كتبه من نسخة، وكذا نسخة أخرى منه في مكتبة بهاء الدين أبي الحسن علي الإربلي البغدادي صاحب كتاب (كشف الغمة). ج - مآخذ العلماء على الشعراء: ويضم ما ذكره أبو عبيد الله محمد المرزباني، في كتابه (الموشح) عن أبي بكر الجوهري، وهي مآخذ كتبها الجوهري، إلى المرزباني، وهي مآخذ العلماء على الشعراء في عدة أنواع من صناعة الشعر... وأسأل الله جل شأنه... التوفيق والصحة والعون والعمر... في إخراج الجميع وطبعه ونشره إنه ولي التوفيق. هذا وحدثني الفقيه آية الله العظمى السيد شهاب الدين النجفي المرعشي... أنه شاهد في مكتبة المرحوم العلامة الشيخ محمد السماوي النجفي كتابا لأبي بكر الجوهري، في علوم القرآن، وفي الأغاني أحاديث وروايات قرآنية جاءت عن الجوهري، تثبت هذا الرأي، وتصحح وجود كتابه له في القرآن. مشايخه في الرواية: يروي أبو بكر الجوهري، في كتابه عن رجال أجمعت أئمة الجرح والتعديل على توثيقهم وصدقهم، كما ترجمت لهم أصحاب المعاجم وأثنوا عليهم، وترجموا لهم وذكروهم بالتقدير والإكبار، وهم من كبار الشيوخ وفطاحل السنة، لأن المؤلف كان يستقصي في وضع تأليفه الأحاديث من منابعها السليمة، ويتوخى الأخبار عن مصادرها الموثوقة الشافية حسب اعتقاده وعلمه، وإن أتى فيه ما يخالفه الحقيقة والواقع في بعض الأحايين، فذكر أحاديث وأخبار مباينة للحق الصراح، ولذلك أشرنا إليها في الهوامش، وترجمنا رجال السند، وأقوال أئمة الجرح والتعديل فيهم، لتمتاز الأحاديث الصحيحة من السقيمة، والمعتمدة من المختلفة، ولينتقى التاريخ عن ص 15 المختلقات والموضوعات، ويصفى من الشبه والضلالات. إن التاريخ ينبغي أن يتطهر من زلات الميول والعواطف، ويتجرد عن الأهواء والاتجاهات الطائفية والسياسية، ويتنزه عن الهوى والأهواء، والحب والتقليد الذي تبيد في صعيده الحقائق، وتتلاشى في ظلاله الواقع، كل ذلك لئلا يذهب الحق جفاء، وما يفسد الناس ويصلهم ليمكث لقد روى المؤلف... في كتابه هذا عن نفر عرفوا بالصدق، والعدل، والثقة، وكثيرا ما نجده في نقله الحديث يبتدئه بقوله: أخبرنا، حدثني، حدثنا، أنبأنا، وما أكثرهم مشايخه في الرواية، بيد أنه كثير النقل والرواية عن: أ - عمر بن شبة: أبو زيد عمر بن شبة بن عبيدة بن زيد بن رائطة بن أبي معاذ النميري البصري النحوي الأخباري البغدادي المتوفى 262. روى عن أبيه، وعمر بن علي المقدمي، ومسعود بن واصل، وعبيد بن الطفيل، وعبد الوهاب الثقفي، وحسين الجعفي، وأبي داود الطيالسي، وأبي أسامة، وبشر بن عمر الزهراني، وابن مهدي، والقطان، وأبي أحمد الزبيري، وأبي عامر العقدي، وسعيد بن عامر الضبعي، وأبي بدر شجاع بن الوليد، وأبي عاصم، والأصمعي، وعبد الوهاب الخفاف وعفان، وعلي بن عاصم، وقريش بن أنس، وغندر، وابن أبي عدي، ومعاذ بن معاذ، ومعاوية بن هشام القصار، والوليد بن هشام القحذمي، وأبي زيد الأنصاري، ومسلم بن إبراهيم، فمن بعدهم. (هامش) (1) الشذرات 2: 146. الغدير 1: 94. النديم: 125. تهذيب التهذيب 7: 46 وفيه مات سنة اثنتين ومأتين وهو تصحيف. تاريخ بغداد 11: 2 8. تهذيب الأسماء 2: 16. معجم الأدباء 16: 6. تذكرة الحفاظ 2: 9. بغية الوعاة: 361. هدية العارفين 1: 78. وفيات الأعيان 3: 44. العبر 1: 362. البداية والنهاية 11: 35. (*) ص 16 وروى عنه، ابن ماجة، وأبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني، وأحمد بن يحيى ثعلب النحوي، وأحمد بن يحيى البلاذري، وابن أبي الدنيا، وأبو نعيم بن عدي، وابن صاعد، وابن أبي حاتم، وإسماعيل بن العباس الوراق، وأبو الحسن علي بن عيسى الوزير، وأبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي، وأحمد بن إسحاق بن بهلول، وأحمد بن عبد العزيز الجوهري، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو العباس السراج، ومحمد بن زكريا الدقاق، والحسين بن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن أحمد الأثرم، ومحمد بن مخلد الدوري قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وهو صدوق صاحب عربية وأدب، وقال الدارقطني ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مستقيم الحديث وكان صاحب أدب وشعر وأخبار، ومعرفة بأيام الناس. وقال الخطيب: كان ثقة عالما بالسير وأيام الناس. وله تصانيف كثيرة وكان قد نزل في آخر عمره سر من رأى، وقال المرزباني في معجم الشعراء: أديب فقيه واسع الرواية صدوق ثقة. وقال مسلمة: ثقة أنبأنا عنه المهرواني، وقال محمد بن سهل: روايته، كان أكثر الناس حديثا وخبرا، وكان صدوقا ذكيا نزل بغداد عند خراب البصرة ب - محمد بن زكريا الغلابي: أبو جعفر محمد بن زكريا بن دينار الغلابي البصري الجوهري الأخباري، وقيل: أبو عبد الله مات سنة 298. كان هذا الرجل وجها من وجوه أصحابنا بالبصرة، وكان أخباريا واسع العلم، وصنف كتبا كثيرة، له كتب منها: الجمل الكبير، والجمل المختصر، وكتاب صفين الكبير، وكتاب صفين المختصر، مقتل (هامش) (1) تهذيب التهذيب 7: 46. (2) الشذرات 2: 2 6. تنقيح المقال 3: 117. النجاشي: 244. تأسيس الشيعة: 234، 252. ميزان الاعتدال 3: 55. هدية العارفين 2: 23. إيضاح المكنون 2: 286، 289، 3 9، 348، 54، 714. جامع الرواة 2: 114. النديم: 121. (*) ص 17 الحسين (ع)، كتاب النهر، كتاب الأجواد، كتاب الواقدين، مقتل أمير المؤمنين (ع)، أخبار زيد، أخبار فاطمة (ع)، كتاب الخيل، قال النديم: كان ثقة صادقا، روى عن عبد الله بن رجاء الغداني وطبقته، قال ابن حبان: يعتبر بحديثه، وقال السيد الصدر: أبو عبد الله محمد بن زكريا الغلابي البصري، إمام أهل السير والآثار والتاريخ والأشعار. وما جاء في الشذرات من تقييد وفاته 29 ه بعيد عن الصحة، والصواب ما ذكرناه. ج - يعقوب بن شبية: أبو يوسف يعقوب بن شيبة بن الصلت بن عصفور السدوسي البصري المتوفى 262. الحافظ أحد الأعلام، وصاحب المسند المعلل، سمع علي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وعفان بن مسلم، ويعلي بن عبيد، ومعلى بن منصور، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وأبا النضر هاشم بن القاسم، وأسور بن عامر، وأبا نعيم، وقبيصة بن عتبة، ويحيى بن أبي بكر، وحسينا المروزي، ومسلم بن إبراهيم، وأبا الوليد الطيالسي، ومحمد بن كثير، وأبا مسلمة التبوذكي، وأبا أحمد الزبيري، وأحوص بن جواب، وخلقا كثيرا من أمثالهم. روى عنه ابن ابنه محمد بن أحمد بن يعقوب، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول، وكان ثقة، سكن بغداد وحدث بها وصنف، كان في منزله أربعون لحافا أعدها لمن كان يبيت عنده من الوراقين لتبيض المسند ونقله، ولزمه على ما خرج من المسند عشرة آلاف دينار، وكان من فقهاء البغداديين على قول مالك، ومن كبار أصحاب أحمد بن المعدل، (هامش) (1) تاريخ بغداد 14: 281. تذكرة الحفاظ 2: 141. البداية والنهاية 11: 35. النجوم الزاهرة 3: 37. الشذرات 2: 149. كشف الظنون: 1678. هدية العارفين 2: 357. إيضاح المكنون 2: 482. طبقات الحفاظ: 251. (*) ص 18 والحارث بن مسكين، وأخذ عن عدة من أصحاب مالك، وكان من ذوي السرور، كثير الرواية والتصنيف. د - أحمد بن منصور الرمادي: أبو بكر أحمد بن منصور بن سيار بن معارك الرمادي المتوفى 265. حافظ ثقة سمع عبد الرزاق بن همام، وأبا النضر هاشم بن قاسم، وزيد بن الحباب، ويزيد بن أبي حكيم، وأبا داود الطيالسي، ويزيد بن هارون، ويحيى بن إسحاق السيلحيني، وأسود بن عامر، ومعاذ بن فضالة، وعلي بن الجعد، وأبا سلمة التبوذكي، وأبا حذيفة النهدي، وعمرو بن القاسم بن حكام، والقعني، ونعيم بن حماد المروزي، وسعيد بن أبي مريم، ويحيى بن بكير، وحرملة بن يحيى، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواء، وعبد الملك بن إبراهيم الجدي، وأبا عاصم النبيل، وعفان بن مسلم، وعبيد الله بن موسى، ويحيى بن الحماني، وأحمد بن حنبل، وهناء بن السري، وهارون بن معروف، وعثمان بن عمر بن فارس، وهشام بن عمار، ورحيما وغيرهم من أهل العراق، والحجاز، واليمن، والشام، ومصر، وكان قد رحل وأكثر السماع والكتابة وصنف المسند. كان أثبت من أبي بكر بن أبي شبية، قال الدارقطني: أحمد بن منصور الرمادي ثقة، توفي سنة 265، وقد استكمل ثلاثا وثمانين سنة، وصلى عليه إبراهيم بن أرملة الأصبهاني. ه - مغيرة بن محمد المهلبي: أبو حاتم مغيرة بن محمد بن المهلب بن المغيرة بن حرب بن محمد بن المهلب بن أبي صفرة المهلبي الأزدي المتوفى 378. (هامش) (1) تهذيب التهذيب 1: 83. تاريخ بغداد 5: 151. ميزان الاعتدال 1: 158. معجم البلدان 3: 66. الشذرات 2: 149. طبقات الحفاظ: 251. (2) تاريخ بغداد 5: 151. (3) تاريخ بغداد 13: 195. النديم: 121. (*) ص 19 كان أديبا أخباريا ثقة، حدث عن محمد بن عبد الله الأنصاري، ومسلم بن إبراهيم الأودي، وعبد الله بن رجاء الغداني، وعبد الغفار بن محمد الكلابي، وعمر بن عبد الوهاب الرماحي، والنضر بن حماد المهلبي، وهارون بن موسى الفروي، والنصر بن محمد الأودي، وسليمان الشاذكوني، وإسحاق بن إبراهيم الموصلي، روى عنه هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات، ومحمد بن خلف بن المرزبان، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول، ومحمد بن يحيى الصولي، وغيرهم وهو من أهل البصرة، ورد بغداد وحدث بها وقال: دخلت على المتوكل فمثلت بين يديه قائما، قال فقال: انتسب، فقلت أنا المغيرة بن محمد فقال: قتل المغيرة بعد طول تعرض للقتل بين أسنة وصفائح قال: فغمزني سيف حاجبه، فقال لي أجبه، قال فقلت: والله يا أمير المؤمنين لقد بر قسم أخي يزيد - وكان يزيد حاضرا - حين يقول: فاحلف حلفه لا أتقيها بخبث * في اليمين ولا ارتياب لوجهك أحسن الخلفاء وجها * وأسمحهم يدين ولا أحابي قال: فجعل يردد الشعر حتى حفظه وأجازني بسبعة آلاف درهم. و- أبو بكر الوزان: أبو بكر أحمد بن إسحاق بن صالح بن عطاء الوزان البغدادي المتوفى 281. حدث ببغداد وسر من رأى، عن مسلم بن إبراهيم الفراهيدي، والربيع بن يحيى الأشناني، وقرة بن حبيب القنوي، وهريم بن عثمان، وخالد بن خداش، وعلي بن المديني، وسعد بن محمد الحرمي، وحبذل بن والق وغيرهم، قال الدارقطني: صدوق لا بأس به. مات بسر من رأى يوم السبت في أول يوم من المحرم سنة 281. وله غير هؤلاء من المشايخ الثقات الذين يروي المؤلف عنهم، وقد (هامش) (1) تاريخ بغداد 13: 195. (2) تاريخ بغداد 4: 28. (*) ص 20 ترجمنا لهم حسب ما جاء في مطاوي الكتاب في الهوامش. تلاميذه في الرواية: كما أخذ أبو بكر الجوهري، عن مشايخ الحديث والرواية، ومن الذين أجمعت أئمة الجرح والتعديل على توثيقهم وضبطهم، كذلك يحدثنا التاريخ أن نفرا من المحدثين وشيوخ الأدب والشعر والتاريخ قد أخذوا عنه، وضعوا على ضوء أحاديثه ورواياته، مؤلفاتهم وكتبهم، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تضلع الجوهري... وصدقه ووفور علمه وعبقريته، وإنه كان من كل صوب وحدب، ويأخذون عنه ويسجلون ما يلقيه عليهم من أخبار وحكايات شتى، وأحاديث مختلفة وقضايا متنوعة، في التاريخ والحديث والأدب، ولم يأت في كل هذه بما ينكر عليه. لقد تخرج من مدرسة أبي بكر الجوهري... رجال حفظوا التراث الإسلامي بثقافتهم، وخلفوا ورائهم ثروة فكرية ضخمة، ومناعة علمية حية، بحيث أصبحوا من كبار المؤلفين الذين عرفتهم اللغة العربية خلال القرون المتطاولة، لأن كل واحد منهم كان ذا شخصية ثقافية متعددة الجوانب، كثيرة المعارف، ويكفينا للتعريف بشخصيته العلمية مؤلفاته التي أصبحت ضالة كل أديب وعالم ومؤرخ وباحث، وأقوله بصراحة: أن المؤلفين منذ القرن الرابع الهجري إلى الآن عيال في التاريخ والأدب، على كل واحد تلاميذ مدرسة الجوهري وهنا يجدر الإشارة إلى بعض من تلاميذه في الرواية لنقف على مدى حيوية الشيخ الجوهري، الثقافية ومناعته الفكرية التي أخرجت أمثال هذا الرعيل من العلماء، فراحوا يثبتون روايتهم عن أحمد بن عبد العزيز الجوهري في مؤلفاتهم. 1 - أبو الفرج الأصبهاني: أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم بن عبد الرحمان بن مروان بن عبد الله بن مروان المعروف بالحمار، آخر خلفاء ص 21 الدولة الأموية في الشام، ابن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العباس بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي الأصبهاني، البغدادي المتوفى 356. فاضل، علمه محيط ما وجد له قاف، قد جمع الأدب له من طريق هو نزهة الخليع ونفس ذات عفاف، فكتبه سلوة المهموم، وعلى أغانيه خوافق القلوب تحوم، وله شعر يستعير منه النسيم اللطف، ويعلم من عكف عليه أنه جامع الظرف، وأخذ عن كثير من العلماء يطول عددهم، وكان بحرا في أخبار الناس وأيام العرب وأنسابهم، وأحوال الشعراء الجاهليين والمخضرمين والمولدين. وحكى عن الصحاب بن عباد، إنه كان في أسفاره وتنقلاته يستصحب حمل ثلاثين جملا من كتب الأدب ليطالعها، فلما وصل إليه كتاب - الأغاني - لم يكن بعد ذلك يستصحب سواه استغناء به عنها. له تآليف مستملحة منها: الأغاني، القيان، الآماء الشواعر، الديارات، دعوة التجار، أخبار مجظة البرمكي، مقاتل الطالبيين، الحانات، آداب الغرباء. أخذ أبو الفرج، عن أبي بكر الجوهري، ونقل وروى عنه الكثير وتخرج عليه وهذا ما نجده واضحا في كتابيه الأغاني، ومقاتل الطالبيين، فكثيرا ما يقول: حدثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري، أو أخبرنا الجوهري، وهذه العبارات جاءت من المجلد الأول ص 17 من الأغاني، وتكررت في جميع مجلداته إلى المجلد الأخير، وآخرها ص 181 من المجلد العشرين. (هامش) (1) معجم المؤلفين 7: 78. الكنى والألقاب 1: 138. ريحانة الأدب 7: 236. جامع الرواة 2: 4 9. معالم العلماء: 128. تاريخ آداب اللغة 2: 591. مجالس المؤمنين 1: 56. نسمة السحر 2 (خ). سفينة البحار 2: 353. (2) نسمة السحر ج 2 - حرف العين (خ) -. (*) ص 22 أما في مقاتل الطالبيين فقد روى عن الجوهري، ونقل عنه في أكثر صفحات كتابه ونجده ص 171، 188، 189، 19، 191، 235، 236، 237، 238، 239، 24، 241، 244، 245، 246، 247، 248، 268، 269. وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على أن أبا الفرج كان ملازما لمجلس الجوهري، يسجل ما يمليه في شيت الجوانب التاريخية والأدبية، ولعله استفاد من أبي بكر... أكثر مما استفاد من غيره، والغريب جدا أن مصنف فهارس كتاب الأغاني لم يذكر اسم أحمد بن عبد العزيز الجوهري، في فهرست أسماء الرجال والنساء والقبائل، مع كثرة ما ورد في مجلدات الأغاني. 2 - أبو عبيد الله المرزباني: أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى بن سعيد بين عبيد الله المرزباني الكاتب الخراساني الأصل البغدادي المولد، والمتوفى 385. كان صاحب أخبار ورواية للآداب، ثقة في الحديث صادق اللهجة، واسع المعرفة كثير المساع، صنف كتبا كثيرة مستحسنة في فنون، وكان ما بين لحاف ودواج معدة لأهل العلم الذين يبيتون عنده، وكان عضد الدولة البويهي يجتاز على داره فيقف ببابه حتى يخرج إليه فيسلم عليه، وكان أبو علي الفارسي يقول: هو من محسني الدنيا. إن كافة أصحاب المعاجم والسير، ترجمت للمرزباني ونصت على (هامش) (1) طبع النجف سنة 1385 تقديم المرحوم الأستاذ كاظم المظفر. (2) طبع ليدن عام 1318. (3) أخبار السيد الحميري: 7 - 9. (4) أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي الفسوي النحوي المتوفى 377، فارس ميدان العلم والأدب، والذي ينسل إلى فضله من كل حدب، وكان إمام وقته في علم النحو. (*) ص 23 صدقه وتوثيقه وصحة ما يكتبه ويرويه، وله تصانيف كثيرة في أخبار الشعراء وشعرهم ومنها: أخبار الشعراء المشهورين والمكثرين من المحدثين، وأنسابهم وأزمانهم، أولهم بشار بن برد وآخرهم ابن المعتز. أخبار أبي تمام. أخبار أبي مسلم الخراساني. أخبار البرامكة من ابتداء أمرهم إلى انتهائه. أخبار عبد الصمد بن المعدل الشاعر. أشعار النساء. أشعار الجن. الأنوار والأثمار فيما قيل في الورد، والنرجس، وجميع الأنوار من الشعر. الرياض في أخبار المتيمين من الشعراء الجاهليين، والمخضرمين، والإسلاميين، والمحدثين. كتاب الأزمنة، كتاب الأوائل في أخبار الفرس القدماء، الموشح فيما أنكره العلماء على بعض الشعراء من كسر ولحن وعيوب الشعر. أخبار السيد الحميري، المفيد في أخبار الشعراء وأحوالهم في الجاهلية والإسلام، ودياناتهم ونحلهم، أخبار النحاة. معجم الشعراء. أخبار الغناء والأصوات. أخبار المتكلمين. أخبار أبي حنيفة وأصحابه. شعر يزيد بن معاوية. كتاب التهاني. كتاب المراثي. كتاب التعازي. المديح في الولائم والدعوات والتراب. أخبار الأولاد والزوجات والأهل. أخبار الزهاد. مختصر أخبار الشيعة. ملوك كندة. أخبار الأجواء. إلى غير هذا من الكتب والرسائل، وقد استفاد في وضعه التآليف هذه من حوزة شيخه وأستاذه أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري، كما صرح بذلك في كتابه الموشح مآخذ العلماء على الشعراء في عدة أنواع من صناعة الشعر في عدة صفحات منها ص 28، 47، 57، 64، 8، 82، 89، 1 1، 1 7، 1 8، 163، 171، 177، 188، 192، 2 8، 214، 216، 217، 224، 226، 252، 256، 261، 263، 28، 294، 295، 298، 319، 326، 329، 338، 34، 344، 354، 375. (هامش) (1) طبع في النجف عام 1385 / 1965 ويقع في 71 صفحة. (2) طبع في النجف سنة 1388 / 1968 ويقع في 135 صفحة. (3) طبع بالقاهرة عام 1965 تحقيق علي محمد البجاوي. (*) ص 24 ففي، هذه الصحائف نجد المرزباني، يصرح باسم الجوهري، ونقله وروايته عنه، ويقول في بعض الأحايين: كتب إلي أحمد بن عبد العزيز الجوهري، فبالإضافة إلى الرواية يبدو أن كانت بينهما مراسلات أدبية، يسأله المرزباني عن قضايا تتعلق بالشعر والشعراء وأخبارهم، وهذا دليل على علو كعب الجوهري في الأدب والنقد، واطلاعه الواسع على كتب الأدب، واللغة، والنحو، والنقد. 3 - أبو أحمد العسكري: أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد بن الحسن بن إسماعيل بن زيد بن حكيم العسكري الخراساني المتوفى 382. كان أحد الأئمة في الأدب والحفظ. وكان رواية للأخبار والنوادر متوسعا في ذلك، وفي التصريف في أنواع العلوم، والتبحر في فنون الفهوم، سمع ببغداد، والبصرة، وإصبهان، وغيرها من أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن دريد، ونفطويه، وغيرهم وأكثر وبالغ في الكتابة واشتهر في الآفاق بالدراية والاتقان، وانتهت إليه رياسة التحديث والإملاء للآداب والتدريس، بقطر خوزستان، ورحل إليه الأجلاء، روى عنه أبو نعيم الأصبهاني، وأبي سعد الماليني وغيرهما. وكان الصاحب بن عباد، الوزير الأديب المشهور يود الاجتماع به ولا يجد إليه سبيلا، فقال لأميره مؤيد الدولة بن بويه، إن معسكر مكرم قد اختلت أحوالها واحتاج إلى كشفها بنفسي فأذن له في ذلك. فلما أتاها توقع أن يزوره أبو أحمد العسكري فلم يزره، فكتب الصاحب إليه: ولما أبيتم أن تزوروا وقلتم * ضعفنا فلم نقدر على الوخدان أتيناكم من بعد أرض نزوركم * وكم منزل بكر لنا وعوان (هامش) (1) معجم المؤلفين 3: 239. ويضاف إلى مصادره، الكنى والألقاب 1: 182. الأنساب: 39. خزانة الأدب 1: 97. ذكر أخبار إصفهان 1: 272 ريحانة الأدب 4: 136. قاموس الأعلام 4: 3153. راهنمادي دانشوران 2: 17. دائرة المعارف وجدي 6: 436. تاريخ آداب اللغة 2: 616. الأعلام 2: 211. نوابغ الرواة: 88. (*) ص 25 نسائكم هل من قرى لنزيلكم * بملء جفون لا بملء جفان وكتب مع هذه الأبيات شيئا من النثر، فجاد به أبو أحمد عن النثر، بنثر مثله وعن هذه الأبيات بالبيت المشهور: أهم بأمر الحزم لو أستطيعه * وقد حيل بين العير والنزوان فلما وقف الصاحب على الجواب، عجب من اتفاق هذا البيت له، وقال: والله لو علمت أنه يقع له هذا البيت لما كتبت إليه على هذا الروي. وهذا البيت لصخر بن عمرو بن الشريد، أخي الخنساء وهو من جملة أبيات، فقد كان صخر هذا حضر محاربة بني أسد، فطعنه ربيعة بن ثور الأسدي، وأمه وزوجته سليمى تمرضانه، فضجرت زوجته منه فمرت بها أمه فسألتها عن حاله فقالت: ما هو حي فيرجى، ولا ميت فينسى، فسمعها صخر فأنشد: أرى أم صخر لا تمل عيادتي * وملت سليمى مضجعي ومكاني وما كنت أخشى أن أكون جنازة * عليك ومن يغتر بالحدثان لعمري لقد نبهت من كان نائما * وأسمعت من كانت له أذنان وأي امرئ ساوى بأم حليلة * فلا عاش إلا في شقي وهوان أهم بأمر الحزم لو أستطيعه * وقد حيل بين العير والنزوان فللموت خبر من حياة كأنها * معرس يعسوب برأس سنان له تصانيف منها: البديعية. التصحيف، الحكم والأمثال. ديوان شعر. الزواجر. المنطق. راحة الأرواح. المختلف والمؤتلف. وغير ذلك. ولد أبو أحمد العسكري شوال 293 ومات من ذي الحجة 382 ه، وأخذ وتتلمذ على أبي بكر الجوهري، وسمع منه وكتب عنه الكثير واعترف به في تصانيفه وأقر على وثقاته وضبطه، فقال في كتابه شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف ص 457 ما نصه: وقرأت على أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري، وكان ضابطا صحيح العلم.
|
السقيفة وفدك |